إختر الترجمة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخبار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخبار. إظهار كافة الرسائل

القصة الكاملة لاختلالات تسيير مشروع يصل تمويله 32 مليارا(فضيح جديدة)





معلومات تفصيلية حول إنفاق مشروع تقوية تزويد مدينة نواذيبو بمياه الشرب من حوض بولنوار خلال 2021، وتكشف هذه المعلومات عمليات تلاعب بالتمويل، واختيارات لعمال وموردين في ظروف غامضة، وصرف للرواتب خارج نظام الرواتب المعتمد، إضافة لإبرام صفقات مع شركات تزامن إنشاء بعضها مع انطلاقة المشروع.

 

كما شملت الاختلالات صرف علاوات لأشخاص من خارج موظفي المشروع، وإنفاق عدة ملايين على المحروقات في وقت لا يملك المشروع أي سيارة، إضافة لوجود عدة سائقين من بين المكتتبين.

 

وتتجاوز ميزانية المشروع الذي أنشئ يناير 2021 – 32 مليار أوقية قديمة، ويفترض أن ينتهي قبل نهاية 2024، أي أن ميزانيته السنوية خلال هذه الأعوام الأربعة هي 8 مليارات كل عام.

 

بداية الصرف

وخلال ثلاثة أشهر الأولى من 2021، اختار المشروع عشرات العمال، ومع نهاية إبريل بدأ صرف رواتبهم عبر نظام السداد الخاص بالمشروع، رغم عدم قانونيته، قبل أن توقف الجهات المالية الإجراء.

 

 

وتغطي الوثائق والمعطيات التي حصلت عليها وكالة الأخبار تفاصيل الإنفاق في هذا المشروع خلال الفترة من إبريل إلى نوفمبر 2021.

 

وكشفت الوثائق أن منسق المشروع صرف رواتب عماله خلال شهري إبريل ومايو 2021 عبر "نظام السداد الخاص بالمشروع"، خلافا للنظم الاعتيادية والتي تجعل صرف الرواتب يتم حصرا عبر نظام الراتب الوطني الموحد.

 

وبلغ سقف الرواتب خلال الشهرين 24.380.000 أوقية قديمة، بمعدل: 12.190.000 عن كل شهر.

 

فيما بلغ مجموع من صرف لهم راتبي شهري إبريل ومايو من العام المنصرم 49 شخصا، بمن فيهم منسق المشروع.

 

التفاف جديد

وفور وقف وزارة المالية صرف رواتب عمال المشروع عبر نظام السداد الخاص، عمد منسقه إلى التفاف على القرار من خلال توزيع عماله إلى قسمين، كما تثبت ذلك الوثائق التي حصلت عليها الأخبار، قسم يتم صرف رواتبهم عبر نظام الرواتب الوطني الموحد، فيما بقي قسم آخر تصرف رواتبهم عبر نظام السداد الخاص بالمشروع، المخصص عادة المؤقت.

 

وتكشف الوثائق التي حصلت عليها الأخبار أن المبلغ الذي صرف كرواتب للعمال الذي لم يتم تحويلهم إلى نظام الرواتب وصل 3.160.000 أوقية شهريا، وذلك خلال الفترة من يونيو وحتى نوفمبر 2021.

 

ووصل عدد من صرفت رواتبهم عبر نظام السداد الخاص 30 شخصا.

 

محروقات بلا سيارات

كما كشفت وثائق المشروع التي حصلت عليها وكالة الأخبار صرف المشروع 24 مليون أوقية قديمة من إبريل إلى نوفمبر 2021 لصالح شركة "ستار ويل موريتانيا"، بمعدل ثلاثة ملايين أوقية كل شهر.

 

وتم صرف هذا المبلغ رغم أن المشروع الذي أنشئ يناير الماضي، وصرفت رواتب عماله ابتداء من شهر إبريل، لا يملك وفقا لوثائقه التي حصلت عليها الأخبار أي سيارة.

 

علاوات لخواص

كما كشفت الوثائق صرف المشروع علاوات وصل مجموعها خلال الأشهر الثمانية الماضية 6 ملايين أوقية قديمة، دون أن يعرف على وجه التحديد دور هذه الشخصيات التي توجد أسماؤها في قائمة منفصلة عن قائمة الموظفين.

 

وتم صرف هذه العلاوات لأول مرة ابتداء من 01 مايو 2021، وكانت عن شهر إبريل.

 

وبلغ هؤلاء عشرة أشخاص، كانت علاوة خمسة منهم 100 ألف أوقية قديمة شهريا، فيما كانت علاوة الخمسة المتبقية خمسين ألف أوقية قديمة شهريا.

 

شركات جديدة

وتظهر الوثائق وكشوف الصرف أن المشروع تعامل مع عشرات الشركات، وصرف لها نحو 50 مليون أوقية خلال ثمانية أشهر.

 

لكن كان لافتا أن من بين المؤسسات التي تعامل معها المشروع في مجال التوريد شركات تم إنشاؤها وتسجيلها بعد انطلاقة المشروع، ورغم عمرها القصير، وتجربتها المحدودة، نجحت في الحصول على صفقات من المشروع ذي الميزانية العملاقة.

 

ومن بين هذه الشركات "Baraka pour  les services informations" والتي تم تسجيلها لدى الشباك الموحد لإنشاء الشركات باسم سيدي أحمد محمد الأمين يغل، وذلك يوم 22 يونيو 2021، أي بعد نصف عام من إنشاء المشروع.

 

وقد استفادت هذه الشركة من عدة صفقات للمشروع، كانت أولها بعد نحو شهر من تسجيلها، أي يوم 27 يوليو 2021، فيما استفادت من صفقة أخرى يوم 23 سبتمبر، وكانت على موعد مع صفقتين لنفس المشروع يوم 30 أكتوبر 2021.

 

وكذا مؤسستا " Mauri-Hydro"  و "Ets el Assala  commerce general" وقد تم تسجيلهما في اليوم نفسه أي يوم 23 إبريل 2021، وهو أول شهر يصرف فيها المشروع رواتب عماله.

 

وسجلتا على اسم محمد الأمين زايد وواه.

 

وقد حصلت شركة "الأصالة للتجارة العامة" على سبع صفقات من المشروع، كانت أولها يوم 29 مايو 2021، أي بعد شهر وأسبوع من تسجيلها لدى الشباك الموحد، كما حصلت على صفقة ثانية يوم 27 يونيو، وصفقتين يوم 03 أغسطس.

 

كما أنها حصلت على صفقة يوم 09 سبتمبر، وأخرى يوم 18 أكتوبر، وكانت الصفقة الأخيرة لها – وفقا للوثائق – يوم 30 أكتوبر.

 

أما شركة "" Mauri-Hydro" فحصلت على صفقة واحدة يوم 19 مايو 2021، وذلك بعد أقل من شهر من تسجيلها.

 

"سيبدأ قريبا"

وكان لافتا أن المشروع الذي أنشأ بداية 2021، ودخل قرضه مرحلة النفاذ يوم 31 ديسمبر 2020، كما عين له منسق بمذكرة صادرة عن وزير المياه والصرف الصحي في اليوم نفسه، وصرف عشرات الملايين خلال العام "لم يبدأ بعد".

 

فخلال اجتماع في مدينة نواذيبو مساء الاثنين 20 ديسمبر 2021 قال وزير المياه والصرف الصحي محمد الحسن ولد بوخريص إن "الحل الجذري لمشكل العطش في نواذيبو، سيتم من خلال مشروع تقوية تزويد مياه نواذيبو عن طريق بحيرة بولنوار، الذي سيبدأ العمل فيه قريبا".

 

وحضر الاجتماع أطر الشركة الوطنية للماء SNDE، وخصص لتقديم عرض حول وضعية الشبكة المائية في نواذيبو.

 

توضيحات رغم الرفض

وكالة الأخبار اتصلت على منسق المشروع محمد عبد الله الطالب، في النصف الأول من شهر يناير، طالبة توضيحات حول هذه المواضيع، حيث رد بأنه في عطلة داخل البلاد، وعندما يعود سيقدم التوضيحات اللازمة حول كل الإشكالات المتعلقة بالمشروع.

 

وبعد عودته عاودت الأخبار الاتصال به، ليرد بأنه كان على استعداد تام للرد على التساؤلات والإشكالات، لأنه ليس لديه ما يخفيه، مردفا أن المشروع وصلته بعثة من المفتشية العامة للدولة، وأن من غير المناسب الحديث عن أي تفصيل يتعلق بتسيير المشروع، حتى لا يكون في ذلك تشويش على عمل بعثة التفتيش، ولذا يعتذر عن الرد على الأسئلة في الظروف الحالية، مؤكدا أنه يرحب بكل الأسئلة والاستشكالات فور إكمال بعثة التفتيش مهمتها في المشروع.

 

وقد حصلت الأخبار على توضيحات من مصدر بارز في المشروع حول الاختلالات التي رصدتها فيه اعتمادا على الوثائق، حيث رأى في موضوع اختيار عمال المشروع أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام؛ خبراء تم اكتتابهم عبر مسابقة تم الإعلان عنها عبر صحيفة "الشعب" وموقع "بيتا للإعلانات"، وقسم آخر تم اختياره عبر انتقاء الملفات، وثالث من العمال البسطاء الذي يختارون عادة في كل المشاريع والإدارات دون مسابقة.

 

وبخصوص الرواتب، قال المصدر إن القائمين على المشروع كانت لديهم الرغبة في أن تكون كل الرواتب التي يتم صرفها تتم عبر نظام الرواتب الوطني، غير أن وزارة المالية رفضت لهم ذلك، مردفا أن الرواتب التي تصرفها وزارة المالية يتم صرفها من ميزانية المشروع، تماما كما حال الرواتب التي تصرف عبر نظام السداد في المشروع.

 

وعن الشركات التي تعاقد معها المشروع، قال المصدر إن إدارة المشروع لا علاقة إطلاقا بتاريخ إنشاء الشركات، وليست مطالبة بالتدقيق في ذلك، مردفا أن كل الصفقات التي قام بها المشروع احترمت إجراءات الصفقات، سواء تمت عبر مناقصة أو عبر الاختيار من عروض محددة، وذلك وفقا لنصوص مدونة الصفقات، مؤكدا أن كل الصفقات التي قام بها المشروع أجازتها لجان الصفقات المختصة.

 

وعن تأخر انطلاقة المشروع – وفقا لتصريح وزير المياه والصرف الصحي - رغم بدأ صرف ميزانيته، قال المصدر البارز إن المرحلة التحضيرية للمشرواع اكتملت الآن، وتتكون من مراحل متعددة.

 

وأضاف أن هذه المرحلة تم فيها مسح ونزع جميع الألغام في منطقة حقل بولنوار من طرف الهندسة العسكرية، وإنجاز الدراسات الفنية الضرورية لحفر عشرة آبار سعتها 9600 طن يوميا، وإعداد قاعدة بيانات شاملة لشبكة المياه في نواذيبو، ودراسة الخط الكهربائي المزود للآبار بالطاقة، واكتمال جميع ملفات الصفقات.

 

وأردف أن المشروع وصل الآن مرحلة التوقيع لإنجاز الآبار، حيث ستوقع مع تجمع تقوده شركة "آكرينيك" بقيمة 500 مليون أوقية. قديمة.

 

وذكر المصدر البارز في المشروع بأن كل ما أنجزه تم خلال السنة المنصرمة، حيث إن  المشروع بدأت 2021 ولا يوجد منه سوى مذكرة بتعيين منسقه، واكتملت كل مراحله التحضرية، من نصوص ودراسات قبل نهاية السنة.

 

مشروع للمستقبل

وتقول الورقة التعريفية للمشروع إن هدفه هو "سد العجز الحاصل في تلبية الطلب على مياه الشرب في مدينة نواذيبو، وتغطية الاحتياجات المستقبلية لسكانها حتى عام 2036".

 

 

ويتوزع تمويل المشروع إلى قرض بقيمة تفوق 29 مليار أوقية قديمة مقدم من الصندوق العربي للأنماء الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يمثل نسبة 88% من تمويل المشروع، أما بقية التمويل فمن ميزانية الدولة الموريتانية.

 

وصادقت الحكومة الموريتانية على اتفاقية هذا القرض خلال اجتماعها يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2020، وأحالتها إلى البرلمان حيث صادق عليها يوم 09 نوفمبر 2020، وفي يوم 31 ديسمبر دخل القرض حيز النفاذ على مستوى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وهو اليوم ذاته الذي عينت فيه وزارة المياه منسقا للمشروع.

 

ويفترض أن يسعى المشروع لتحقيق هذا الهدف من خلال تأهيل الآبار القائمة في حوض بولانوار وحفر آبار جديدة، وتجميع ونقل المياه إلى مدينة نواذيبو، فضلا عن تخفيض كميات المياه المفقودة في شبكات نواذيبو لتوزيع المياه، والحد من الاحتيال على المياه من قبل السكان والمزارعين.

 

ويتضمن المشروع تأهيل وتقوية منشآت مياه نواذيبو، عبر تأهيل الآبار القائمة في حوض بولنوار الجوفي، وحفر 4 آبار لتعويض الآبار المتعطلة وتجهيزها، وتأهيل وتقوية شبكات توزيع المياه في مدينة نواذيبو من خلال مد حوالي 33 كم من الأنابيب تتراوح أقطارها بين حوالي 100 و 400 مم، والقيام بأعمال كشف لتسريبات المياه وإصلاحها، واستبدال حوالي 4000 عداد للمشتركين، وإنشاء خزان سعته حوالي 500 م3، وشبكة لتوزيع المياه في قرية بولنوار.

 

كما يشمل استبدال التوصيلات غير الشرعية القائمة على خطوط تجميع مياه آبار بولنوار وعلى خط نقل المياه باشتراكات منظمة ومجهزة بعدادات للمياه، وإنشاء حوالي 10 آبار جديدة وتجهيزها بمضخات غاطسة تبلغ طاقتها حوالي 100 م3/ الساعة بارتفاع يبلغ حوالي 120 م، ومد خطوط من الأنابيب لتجميع مياه الآبار يبلغ إجمالي أطوالها حوالي 16 كم وتتراوح أقطارها بين حوالي 150 و 400 مم.

 

تعليق توقيع

وقبيل نشر الأخبار للموضوع، علمت من مصادر في وزارة المياه أن وزير الميا علق توقيع منسق المشروع.

 

كما وصل فريق من المفتشية العامة للدولة، وباشر تفتيش المشروع، والتدقيق في صرف ميزانيته، ضمن تفتيش عام لكل المشاريع التابعة لوزارة المياه.

سالم الدوسري وغوميز يقودان الهلال إلى تجاوز أودينيزي ودياًودياً

سالم الدوسري وغوميز يقودان الهلال إلى تجاوز أودينيزي ودياًودياً



تغلب الهلال على أودينيزي الإيطالي 3 - 2، في ثاني ودياته التي خاضها يوم الأربعاء بعدما فاز في وقت سابق بسبعة أهدافة لواحد على بريني السلوفيني.

وسجل سالم الدوسري هدفان في الشوط الأول قبل أن يعزز الفرنسي بافيتيمبي غوميز بهدف ثالث عند الدقيقة 69، فيما سجا هدفا أودينيزي البرازيلي بيكاو والهولندي تير أفيست.

ويستعد الهلال لأولى مبارياته الرسمية في الموسم المقبل عندما يواجه أهلي جدة في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا في السادس من أغسطس المقبل.

مدينة سيليبابي تهتز على وقع جريمة قتل بشعة ...(تفاصيل)

لم تكد تنتهي فاجعة مقتل الشاب ولد برو قبل أيام بالعاصمة نواكشوط حتى استفاق الموريتانيون من جديد على وقع جريمة قتل بشعة هذه المرة بمدينة سيليبابي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر عن طريق مجهولين حسب ماوردنا من أنباء 

وفي تفاصيل الجريمة أن سكان حي سيلوه عثروا مساء أمس على جثة شاب وقد قتل طعنا بالسكين في بطنه وعنقه بطريقة بشعة مما اثار هلع  السكان الذين وجدوه ميتا 
وقامت مجموعة من السكان بنقل جثة الشاب الى المستشفى وتم الاتصال بالشرطة التى حضرت واتصلت بدورها بذوي الشاب قبل ان يتم دفنه
وفتحت شرطة سيليبابي تحقيقا في الجريمة لمعرفة ملابساتها وأسبابها الفعلية وكثفت من دورياتها مساء أمس لتتبع المجرمين الذين أقدموا على قتل الشاب 

الحادثة خلفت هلعا ورعبا وسط سكان حي سيلوه ومختلف انحاء سيليبابي خاصة أن هذه المدينة لم تعرف جرائم من هذا القبيل 

عاجل:حادث على طريق أگليب اندور

وقع حادث قبل قليل على الطريق الرابط بين ازويرات وأگليب أندور
التفاصيل_بعد_قليل

السيرة الذاتية للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر


سيدي محمد ولد بوبكر

السيرة الذاتية للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر


سيدي محمد ولد بوبكر

اقتصادي مالي/ خريج جامعة أورليان الفرنسية

سفير سابق

وزير أول سابق

 

 

في 31 مايو 1957 ولد السيد/ سيدي محمد ولد بوبكر في مدينة أطار، لأبٍ من أوائل ضباط الصف في جيش الدولة الموريتانية الوليدة، سيقوده مساره الوظيفي إلى الانتقال من الشمال الموريتاني إلى مدينة ألاك، بالوسط، ثم إلى العاصمة انواكشوط، قبل أن يحط الرحال في مدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقي.

 

وهكذا، تعرَّف سيدي محمد في صِباه على مناطق مختلفة من بلاده، وتشكَّلت لديه خلال مساره المهني اللاحق صورة متكاملة عن تقاليد وعادات المجتمع الموريتاني، سوف تعضد تكوينه الأكاديمي، وتؤهله لتحمُّلِ مسؤوليات وطنية سامية في مختلف مفاصل الدولة الموريتانية.

 

ولما أكمل دراسته الثانوية سنة 1976 بالحصول على شهادة الباكلوريا من الثانوية الوطنية بانواكشوط، التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة ليتخرج منها سنة 1980 على رأس دفعته من إداريي السلك المالي.

 

ثم سافر الطالب العشريني إلى فرنسا التي عاد منها سنة 1982 بديبلوم الدراسات العليا في القانون الاقتصادي من جامعة أورليان.

 

وفور عودته إلى الوطن، استهل سيدي محمد ولد بوبكر مسارا مهنيا متميزا في مجال اختصاصه، حيث شغل تباعا، وفي الفترة ما بين فبراير 1983 وإبريل 1992 منصب رئيس للخزانة الجهوية بولاية داخلة انواذيبو، ثم اختير مستشارا فنيا لوزير الاقتصاد والمالية، فمديرا للخزانة والمحاسبة العمومية، ومديرا للوصاية على الشركات العمومية، ومديرا للميزانية، ومراقبا ماليا للدولة، ومديرا للتخطيط، ومديرا من جديد للخزانة والمحاسبة العمومية، قبل أن يعين وزيرا للمالية.

 

وتتويجا لهذا المسار الإداري المطبوع بالمهنية والصرامة والاستقامة، تم تعيين السيد سيدي محمد ولد بوبكر وزيرا أولَ في إبريل 1992، وسجلت إحدى الصحف العالمية يومها أنه أصغر رئيس حكومة في العالم حينئذ، بينما كان يتسلم مهامه في ظرفية حاسمة من تاريخ موريتانيا المعاصر، كان البلد فيها يواجه حصارا سياسيا وماليا من شركائه الغربيين، بسبب ملف حقوق الإنسان، وحصارا آخر من بعض أشقائه في المنطقة العربية، نتيجة موقف النظام الموريتاني يومها من اجتياح العراق لدولة الكويت.

 

وبقدر كبير من التخطيط العلمي والحصافة الديبلوماسية، قاد عمل الحكومة في تلك المرحلة الحساسة، فاستعادت موريتانيا ثقة شركائها الاقتصاديين الدوليين وتوازُن علاقاتها مع الأشقاء العرب.

 

وعلى إثر هذا النجاح السياسي والاقتصادي المشهود، انتقل الرجل إلى العمل السياسي الحزبي الميداني قبل العودة إلى تنسيق العمل الحكومي انطلاقا من رئاسة الجمهورية، حيث عُين في البداية أمينا عاما للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي الحاكم آنذاك، ثم وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية، فمديرا لديوان رئيس الجمهورية.

 

وقد أتاحت له هذه المهام الثلاث الانخراط المباشر، من موقعه القيادي الحزبي، في الحياة السياسية والاجتماعية للبلد، وخولتْه من موقعه الإداري متابعة الإصلاحات الاقتصادية التي كان قد باشرها مع الشركاء الخارجيين لموريتانيا، وخاصة مع البنك الدولي.

 

ومن منصبه وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية، وعلى مدى قرابة عقدين من الزمن، ترأس سيدي محمد ولد بوبكر وفد موريتانيا في كل المفاوضات التي جرت حول نزاع الصحراء الغربية بإشراف الأمم المتحدة في كل من لندن ومانهاست (نيويورك) وفيينا (النمسا) ومالطا وجنيف، مما أكسبه خبرة وتجربة ديبلوماسية سوف تتعزز لاحقا بقيادته للعمل الديبلوماسي الموريتاني في بعض من أهم عواصم التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.

 

وحين دخلت موريتانيا منعطفا آخر بعد انقلاب 2005 تم اختيار سيدي محمد ولد بوبكر ليتولى الوزارة الأولى خلال المرحلة الانتقالية، ويشرف على تنسيق العمل الحكومي والوفاء بالالتزامات المؤسسية والاقتصادية التي تعهد بها المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية.

 

وخلال تلك الفترة انكبت جهوده في قيادة الحكومة الانتقالية على تنظيم استفتاء يونيو 2006 الذي أدخل التعديلات الدستورية الضامنة لمبدأ التناوب الديمقراطي على السلطة، والمكرسة للحياد التام للسلطات العمومية في المسار الانتخابي، عبر إجراءات عملية كان في مقدمتها إنشاء لجنة مستقلة للانتخابات.

 

كما استحدثت الحكومة في تلك الفترة لجنة وطنية لحقوق الانسان وسلطة عليا للصحافة والسمعيات البصرية، ووضعت الإطار القانوني لمؤسسة زعيم المعارضة، وأرست دعائم الشفافية في تسيير المال العام بإنشاء المتفشية العامة للدولة المكلفة بمحاربة الفساد المالي والاقتصادي، وبقرارها انضمام موريتانيا إلى مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية.

 

وفي مجال تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، زادت حكومة سيدي محمد ولد بوبكر مع مطلع العام 2007 رواتب كافة الموظفين وعمال الدولة زيادة وصلت إلى الضعف، وهي أعلى زيادة في الأجور في تاريخ البلاد.

 

كما تمكنت من إلغاء 900 مليون دولار من الديون الخارجية لموريتانيا أي ما يقارب نصف مديونية البلاد يومها، موازاة مع إعداد وتنفيذ برنامج اقتصادي استعادت موريتانيا بفضله ثقة الممولين وحققت أعلى نسبة نمو في إفريقيا سنة 2006. 

 

وبعد المرحلة الانتقالية 2007-2005 بدأ سيدي محمد ولد بوبكر مسيرة ديبلوماسية خارجية قاد خلالها سفارات موريتانيا في كل من مدريد (سفيرا فوق العادة وكامل السلطة لدى المملكة الإسبانية)، والقاهرة (سفيرا فوق العادة وكامل السلطة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبا دائما لدى جامعة الدول العربية)، وباريس (سفيرا فوق العادة وكامل السلطة لدى الجمهورية الفرنسية) ونيويورك (مندوبا دائما لدى الأمم المتحدة).

 

وعلى الرغم من انشغالاته المهنية الجمة، فقد اقتطع سيدي محمد ولد بوبكر جزءا من وقته للفكر والثقافة، حيث كان سنة 2011 أحد مؤسسي "الصالون الثقافي العربي" بالقاهرة إلى جانب نخبة من المفكرين والديبلوماسيين العرب.

 

كما نُشرت له في فرنسا، بالاشتراك مع نخبة من الباحثين والخبراء الاقتصاديين في "دائرة الاقتصاديين Le Cercle des Economistes"، بحوث معمقة حول التحولات الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، كالنمو الديمغرافي، وإشكالية التنمية والفقر، ومخاطر النمو المتفاوت.

 

اللغات:

 

العربية

الفرنسية

الإنجليزية

الإسبانية.