لم تخف ملامح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وهو يتحدث للشعب الموريتاني، جسامة التحدى والخوف من ما يخبئه المستقبل، بل إن الرئيس عبر عن ذلك بشكل صريح من خلال القول: "إن هذه الإجراءات وتلك التي قد تتخذ لاحقا عند الاقتضاء، إجراءات ضرورية لا غنى عنها في السعي إلى حفظ بلدنا من هذا الوباء".
مضيفا أن "من التأثيرات المحتملة، ما قد يحدث من اضطراب في تموين السوق الوطنية نتيجة ارتباك حركة والتجارة العالمية ومن نقص في قدرة المواطنين على الكسب وتأمين حاجياتهم المختلفة".
داعيا إلى تكاتف الجهود من أجل مواجهة هذا الوباء، معلنا عن صندوق للتضامن لمواجهة تأثيراته، مع حزمة من الإجراءات لمساعدة الطبقات الهشة وتخفيض الأسعار من خلال تكفل الدولة بالضرائب والرسوم الجمركية لجميع المواد الغذائية.
لقد ابتعد خطاب الرئيس عن الديماغوجية التي طبعت الخطابات الرئاسية في الفترات الماضية، ولم يعلن عن حزمة الإجراءات التي اتخذها إلا بعد عملية تشاور واسعة شملت الطيف السياسي والنقابي في بلادنا، من أجل إحداث هبة شعبية والتحام وطني لمواجهة الخطر.
فجاء إستجابة لمطالب السياسيين والنقابيين وقادة الرأي الذين عبروا عنها سابقا، وإرضاء للرأي العام الذي كان يتطلع لإجراءات مصاحبة لحظر التجول، الذي جفف منابع عيش الكثير من طبقات الشعب الموريتاني.
لكن تظل الرسالة القوية في خطاب رئيس الجمهورية والتي يجب على الجميع أن يفهمها، هو أن الدولة لن تضن عليهم بما لديها، لكن هناك لحظات تتعدى قدرة الدول، فلا بد من هبة شعبية من أجل حشد الموارد الضرورية لكسب التحدى وخلق مواطن واع بحجم الخطر الذي يجب أن نستخلص منه الدروس لبناء المستقبل, من خلال العمل على خلق اكتفاء ذاتي على مستوى الغذاء، واستغلال المساحات الزراعية الكبرى لإنتاج ما نأكل، واستغلال ما لدينا من مواد بحرية وحيوانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق