في الحقيقة فيما يخص مواجهة هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة، لا يزال عملنا بخصوصها، دون المستوى المطلوب إلى حد كبير.
فقد قامت دول العالم بترتيبات دولية كبيرة، لمواجهة هذا الوباء المنتشر في أغلب دول العالم، الذي أصبح يهدد الجميع ورصدت له الدول مبالغ مالية معتبرة، للحملات التوعوية بخصوصه.
فقد تم دفع مبالغ مالية كبيرة للبلاد، من أجل محاربة هذا الوباء الخطير فوزارة الصحة وصلتها تمويلات ضخمة تخص هذ الأمر ولحد الساعة لم تحرك أي ساكن من أجل توعية المواطنين، على طريق الوقاية التي تجنب مخاطر انتشارالفيروس في صفوف الساكنة.
استلمت وزارة الصحة تمويلات كبيرة، من أجل التعبئة والتحسيس للمواطنين على طرق الوقاية من هذا المرض العضال، وشرح الطرق التي ينتقل بها رغم الخطر المحدق ووصول المرض إلى البلاد، والوزارة لم تطلق حملة توعوية بهذا الخصوص، ولم تشرك الإعلام بموضوع التعبئة والتحسيس حول المخاطر.
اكتفت الوزارة بخرجات إعلامية للوزيرة على قناة الوطنية، وفي الحقيقة هذا لا يكفي لا بد من تجنيد جميع العاملين في مجال الإعلام العمومي والخصوصي، لإطلاق حملات واسعة لتوعية الناس على طرق الوقاية من المرض.
على وسائل الإعلام بشتى أشكالها وأنواعها، أن تتحرك بهذا الخصوص، سواء كانت التقليدية أو الحديثة، لشرح كل صغيرة وكبيرة، تخص هذا المرض، حتى يصبح جميع الموريتانيين يعون مخاطر هذا الداء العضال.
من جانب آخر يجب أن تكون الحملات الإعلامية مكثفة بشكل حقيقي، ومدعومة دعما قويا من قبل السلطات، لنشر كافة المعلومات الضرورية للمواطنين، ليعوا مخاطر المرض والطرق الخاصة بتجنبه، فالأمر أخطر مما يتصور البعض ويحتاج إلى سواعد الجميع.
لا شك أن الكل مطالب بأن يقوم بإطلاق حملة خاصة من تلقاء نفسه، لمواجهة هذا المرض، لكن ما دامت بلادنا حصلت على دعم سخي لمواجهة الوباء، على الدولة أن لا تبخل في دعم الإعلام لإطلاق حملات تحسيسية وتوعوية، تستهدف المواطنين لإظهار آلية الوقاية وشرح طرق انتقال جرثومة كورونا ليقع تفاديها من قبل الجميع.
ظهر نوع من الإهمال من قبل الدولة في التعامل مع الوافدين، من بعض الدول التي ظهرت فيها حالات مرضية خطيرة، بترك الوافدين، يخرجون من المطار إلى منازلهم، دون أن تعي أن الأمر خطير إلى درجة كبيرة.
تحاول الدولة أن تقنع الجميع بإمكانية الحجر الصحي، وسط منازلهم بخصوص الوافدين الجدد من أماكن موبوءة، دون أن تعي أن كثيرا من المواطنين لا يملكون منازل، يمكن أن يحجزوا فيها أنفسهم لتجنيب أهلهم وذويهم المخاطر.
أما بخصوص الحجر الصحي، فعلى السلطات أن تجهز أماكن خاصة بالحجر الصحي، لكل القادمين من أماكن موبوءة في هذا العالم، ليعم النفع ويخف الضرر، فتجهيز أماكن للحجر الصحي بإمكانات الدولة، أمر ضروري ولا بد منه لتجنيب المواطنين، مخاطر وباء كورونا الخطير.
لما ذا تتقاعس شركات أكلت كل مقدرات الدولة، مثل شركة كينروس تازيازت التي كانت سببا رئيسيا في توصيل المرض، إلى بلادنا بالإضافة إلى شركات الاتصال ماتل وموريتل وشنقيتل، عليهم أن يسهموا إسهامات كبيرة للحملات التوعوية ضد هذا المرض.
مما يحز في النفس كون الشركات العملاقة، بالبلد لم تقدم أي مساعد ولم تستشعر بأن البلاد في خطر كبير، بسبب ظهور الفيروس القاتل كورونا كوفيد 19.
لما ذا يتجاهل رجال الأعمال، الذين يتربحون على حساب المواطنين ويجنون عن طريقهم أموالا ضخمة، لم يحركوا من جانبهم أي شيء بهذا الخصوص.
بقى التساؤل أين الوطنية؟ أين الإحساس بالخطر، المحدق من كل حدب وصوب؟ حين يميت الجميع فليعلم رجال الأعمال وشركات الاتصال أنهم لن يجدوا من يجنون منه المال والأرباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق