وجه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التحية للشباب الموريتاني في القرى والمدن والمدارس وفي الجامعات وكذلك في المهجر، معتبرا أن الشباب هو عماد هذه الأمة في الحاضر والمستقبل.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية خلال كلمته في حفل إطلاق البرنامج الخاص بدعم التشغيل والتكوين والدمج المهني، أن البلد لن يصل لمبتغاه ولا إلى ما ينشده قبل إعطاء الشباب المكانة اللائقة به في التنمية وتمكينه من الولوج للأماكن التي تخوله القيام بالمهام التي تمكنه من القيام بواجبه والمساهمة في تنمية البلد.
وقال فخامته إنه تابع باهتمام العروض التي تم التطرق إليها سواء المصور منها، واستمع لمداخلات الشباب وقد سره كثيرا وأعجب بمستوى إدراك المتدخلين للمعضلات المطروحة، معتبرا أنها كانت تتسم بمستوى كبير من النضج وعمق في إدراك المشاكل الهيكلية والظرفية التي تعيق ولوج الشباب للعمل وتطرح بصفة عامة معضلة البطالة في صفوفه، معبرا عن مشاطرته الرأي في تلك المداخلات وفي المواضيع التي تطرقوا إليها وفي الخلاصات التي توصلوا لها وبصفة خاصة صعوبة حصول الخريجين من الشباب على العمل، وفي الملاحظات السلبية التي تعرقل إمكانية ولوج الشباب للتمويلات التي تتلاءم مع مشاريعهم.
واعتبر فخامته أن مشكلة البطالة في بلدنا ناتجة عن تداخل عوامل متعددة من أبرزها الفجوة الكبيرة بين مخرجات المنظومة التعليمية والتكوينية وحاجيات السوق الوطنية لتلك المخرجات غير المناسبة، وضعف القطاع الخاص والنقص في تنويع الاقتصاد وتدني مستوى الاستفادة من التحول الرقمي والتقنيات الجديدة والنقص من فعالية سياسات جلب الاستثمار الخارجي، مضيفا أن من أبرز هذه العوائق النظرة السلبية الاجتماعية لبعض المهن، مذكرا الشباب أنه في عصر لم تعد هذه النظرة ملائمة، معولا على إدراكهم وفهمهم للأمور، منوها بما قاله أحد المتدخلين من "أن العمل كله شريف".
وقال فخامته إن هذه النظرة التي تحدث عنها، أحدثت مفارقة غريبة بحيث يكون الشباب عاطلا عن العمل في الوقت الذي تتوفر فيه فرص عمل ويتوافد الأجانب ليشتغلوا في البلد.
وقرر فخامة رئيس الجمهورية، تخصيص مبلغ 20 مليار أوقية قديمة في ميزانية الدولة سنويا، وستكون مستمرة لتسريع وتيرة التكوين ولتنمية مهارات الشباب وتسهيل ولوجهم لسوق العمل والنفاذ للتمويلات بطريقة ملائمة، معلنا في الوقت ذاته عن تخصيص منحة شهرية ولفترة 6 أشهر للذين لا يزالون يبحثون عن العمل، من خريجي الجامعات والمعاهد، في سنوات 2019 و2020 و2021 ليستفيدوا من هذه المنحة البسيطة والعادية، التي ستمكنهم خلال هذه الفترة من البحث عن فرص عمل، كما ستكون هذه المنحة تقريبا 20 ألف أوقية لخريجي الجامعات و15 ألف أوقية قديمة لخريجي معاهد التكوين المهني يضيف فخامته.
وأكد فخامته أن الكثير من الشباب لم يحالفهم الحظ في التمدرس، بسبب تسربهم المبكر من المدرسة أو عدم ذهابهم إليها في الأصل، مشددا على أن هذه الفئة من الشباب لا بد لها من لفتة تجد بها التكوينات التي تتناسب مع مستواها المتدني في التمدرس أو انعدام التمدرس بالمرة، مقررا تكوينات لصالح 60 ألف شاب من هذه الفئة، معلنا عن تخصيص مبلغ 15 مليار من الأوقية القديمة.
وقال إن هذا المشروع الذي سيسمى بما معناه قابلية التشغيل سيكون متاحا للشباب من هذه الفئة التي تم التحدث عنها في 8 ولايات من ولايات الوطن، معلنا إعادة هيكلة المجلس الأعلى للشباب ليتمكن الشباب من خلال هذه الهيئة من الحضور في جميع الدوائر القائمة على سياساته، بحيث يكون حاضرا في التشغيل وفي وزارة الشباب والرياضة وفي أي مؤسسة أو قطاع وزاري يقوم بعمل يخص الشباب، مما يجعله حاضرا وممثلا في كافة هيئات تسيير الصناديق المالية والبرامج والمشاريع التي تعنى بترقية الشباب وبالتشغيل على المستويين الوطني والجهوي، وستمنح للشباب من خلال هذه الهيئة صلاحيات أوسع، لا تقتصر على الاستشارة في تهيئة السياسات التي يعنى بها، مضيفا أن هذه الهيئة لن تقتصر على نواكشوط وحده، بل ستكون لها ممثليات جهوية في جميع ولايات الوطن، تعنى فيهم بتأطير وترقية الشباب.
وعبر فخامة رئيس الجمهورية للشباب على أنه مستمر قدر المستطاع في عمليات الاكتتاب من أجل تشغيلهم، وتوسيع عرض التكوين المهني وجعله يتلاءم مع حاجيات السوق وتكوين الشباب، وتمكينه من الحصول على تعليم عالي المستوى، يحتوي الجودة الكافية التي تضمن لصاحبها الحصول على عمل في السوق والعمل على مواءمة مخرجات هذه المنظومة التربوية مع حاجيات السوق.
وأضاف فخامته أن السياسات العمومية مهما وصلت من النجاعة والفاعلية، لا يمكنها أن تحل مشكلة البطالة، لأن المشغل الأول في كل اقتصاديات العالم هو القطاع الخاص، مثمنا ما أعلن عنه رئيس أرباب العمل من فرص عمل وتدريب، داعيا الفاعلين في هذا القطاع إلى زيادة إسهامهم في التكوين وفي التشغيل .
وذكر فخامته في ختام كلمته، أن الحصول على فرصة عمل هو التكوين الذاتي، وتطوير المهارات وفق متطلبات السوق، داعيا إلى التحرر من العقليات البائدة التي تعتبر أن بعض المهن لا تليق بعمر أو زيد، مقدما تعليماته للوزارة المعنية المكلفة بالتشغيل بإعطاء الاهتمام للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة والفتيات لضمان ولوجهم لفرص العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق