قبل فترة قال لي أحد الزملاء في المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين الموريتانيين إنه لم يتوقع أبدا أن أدعم النقيب محمد سالم ولد الداه لمأمورية ثانية..
وقبل أيام قال لي زميل آخر في المكتب التنفيذي إنه يتوقع أن شخصية ما مرجعية في هذا البلد تربطني بها علاقة هي من جعلتني أدعم النقيب محمد سالم ولد الداه..
يعرف زملائي في المكتب التنفيذي حدة مداخلاتي في بعض المواقف، وصرامتها "المشركيه" في أحايين كثيرة، لكنهم قد لا يعرفون طبيعة تقويمي للأمور العامة، وقناعتي التامة أن الأصلح للجميع، أهم بالنسبة لي من الأصلح لأحمد سالم كشخص.
ثم خاطبتني شخصيات مرجعية في هذا الحقل عندما طلبت منها دعم ولد الداه قبل أن يعلن ترشحه قائلة لماذا لا تترسخ أنت للمنصب..؟
بالنسبة لي منصب نقيب الصحفيين لا تكفيه الكفاءة وحدها، ولا التجربة المهنية المتميزة في ميادين التحرير والتقديم..، إنه منصب حساس يتطلب التجربة النقابية الميدانية..، والتعايش مع جملة من التحديات، والمقدرة على الصمود أمام الإغراءات، والضغوط الكثيرة..، الممارسة من طرف المديرين والوزراء..، وقد تصل إلى الأهل والأقارب، والأصدقاء..، وتلك صفات اكتشفت من خلال العمل الميداني توفرها في النقيب محمد سالم ولد الداه.
لم تكن تربطني معرفة شخصية بولد الداه قبل دخولي للمكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين، وشاءت الأقدار أنني أصبحت مسؤولا عن ملف النزاعات والشكاوي في النقابة، وهو ما جعلني أكتشف الشخصية النقابية للنقيب محمد سالم ولد الداه، فقد كان صارما في مواقفه النقابية أمام المديرين، والقادة الأمنيين، فقد شاهدته يصارع أصدقاءه، وخصومه، بذات الصرامة عندما يتعلق الأمر بحقوق صحفي مسجون، أو مطرود، أو مظلوم..، وفي أحايين كثيرة كنت أتدخل لتهدئة الأمور عندما يشتد النقاش الحاد بينه مع أحد المديرين، أو مفوضي الشرطة..، تلك المواقف التي عايشتها مع الرجل جعلتني أشعر بإخلاصه لمهنته النقابية، وتلك ميزة نادرة، فكثيرا ما شاهدت البعض يغير كلامه ونبرته المتشددة التي كان يتحدث بها عندما يجلس أمام المسؤولين، وميزة ولد الداه هي صرامة موقفه أمام المسؤولين، عندما يتعلق الأمر بحقوق صحفي.
لأول مرة تدخل نقابة الصحفيين الموريتانيين إدارة أمن الدولة لتقف على ظروف منتسبيها، وتفرض تغيير أماكن احتجاز بعض الزملاء في مفوضيات الشرطة، واسألوا إن شئتم:
سيدي كامارا
أحمد ولد الوديعه
أبي زيدان
عبد تاج الدين
مدير موقع اكريدم
واللائحة طويلة..
كان كل ذلك في ظل نظام قرر مقاطعة ولد الداه منذ اليوم الأول لانتخابه نقيبا للصحفيين.
ما أن متأكد منه أن مديري مؤسسات الإعلام العمومي والخاص، قد لا يرغبون في عودة ولد الداه لمنصب نقيب الصحفيين، فقد دخل مع غالبيتهم في مواجهات قوية، خلال المأمورية المنصرمة، لكنني متأكد جدا، أن الصحفيين سيستحضرون في لحظات تصويتهم مواقف ولد الداه..، وما لمسوا فيه من جدية وصرامة ودفاع عن حقوقهم خلال مأموريته المنصرمة، وسيتذكرون في لحظات التصويت أن لحظات الصفاء والود مع الإدارة قد لا تدوم، طويلا..، وأن وجود شخص مثل ولد الداه على النقابة سيضمن لهم حقوقهم كاملة.
لقد قررت دعم النقيب محمد سالم ولد الداه لمأمورية ثانية، بعد خروجنا مباشرة من لقاء المكتب مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، كنت أعلم أن ولد الداه داعم للرئيس ولنظامه، حد التصوف في ذلك الخيار..، لكنني سررت كثيرا بوجود نقيب للصحفيين يفرق بين انتمائه للنظام، وموقفه كنقيب، فقد دخل ولد داه في نقاش مع لبرتكول الرئاسي بعد قراره تحديد 20 دقيقة للقاء المكتب التنفيذي، وامتد ذلك النقاش إلى أن وصل الرئيس، الذي قرر منح المكتب التنفيذي ما يكفي من الوقت، وعندما تناول النقيب الكلام كان بالفعل يلبس ثوب نقيب الصحفيين، ولم يكن محمد سالم ولد الداه الداعم للرئيس ولنظامه، وتلك حسنة انضافت إلى سابقاتها، جعلتني أدعم خيار الإصلاح والتمهين بقيادة النقيب محمد سالم ولد الداه.
لجميع زملائي وزميلاتي أقول كان هذا سر دعمي لولد الداه.
وأتمنى أن يكون الموجه الوحيد لدعمنا لأي مرشح هو مصلحة النقابة، ومصلحة منتسبيها، بعيدا عن الأطر الضيقة الأخرى، أو المآخذ، والمواقف الشخصية.
أحمد سالم سيدي عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق