أحكمت السلطات الأمنية الجزائرية قبضتها على مداخل العاصمة الجزائر، ونشرت للأسبوع الثاني على التوالي حواجز أمنية مكثفة خاصة من الناحية الشرقية وأيضا الغربية لمنع ولوج متظاهرين من مدن مجاورة في الجمعة التاسعة من الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فبراير/ شباط الماضي.
وتوزعت قوات الشرطة منذ الخميس بكثافة في الساحات والأماكن المهمة والحساسة كمقر رئاسة الجمهورية وبعض الساحات على غرار ساحة أول مايو وساحة موريس أودان وساحة الشهداء.
وحفاظا على سلمية الحراك وخوفا من اختطاف ثورتهم البيضاء بعد بروز مؤشرات توحي بذلك بدءا من استعمال ” عنف غير مبرر الجمعة الماضي وصولا إلى اتهامات تقضي بمنع مصالح الأمن رفع ” العلم الأمازيغي ” في المسيرات وهو الأمر الذي كذبته جملة وتفصيلا المديرية العامة للأمن الجزائري وقالت في بيان لها ” كلها أخبار مغلوطة لا أساس لها من الصحة “، ابتكر شباب جزائريون أساليب جديدة الغاية منها حماية سلمية المسيرات، خاصة بعد ما شهدته الجمعة الثامنة من الحراك من أعمال عنف.
وأطلق مجموعة من الشباب الجزائري حملة جديدة تحت اسم ” السترات البرتقالية ” والتي تهدف إلى تجنيد أكثر من 200 شاب لمنع صدام بين المحتجين وقوات الأمن.
ويقود الشاب والإعلامي توفيق عمران، مبادرة ” السترات البرتقالية ” تضم مجموعة من الشباب المتطوعين المكلفين بتأطير المسيرات من خلال تشكيل طوق بشري يفصل بين المتظاهرين ورجال الأمن خاصة في الفترة المسائية.
وانتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للحفاظ على سلمية الحراك وتجنيب البلاد الدخول في الفوضى خاصة بعد الأحداث التي شهدها الحراك يوم الجمعة الماضي والبيان الشهير الذي أصدرته الشرطة الجزائرية كشفت فيه عن اعتقال ” عناصر أجنبية ” ضمن المتظاهرين وإحباط عمل ” إرهابي “.
وستكون جمعة ” الغضب ” التاسعة مميزة عن سابقاتها لعدة أسباب أبرزها أنها تأتي بعد تطورات سياسية هامة، على رأسها الاتهامات التي وجهها رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح للجنرال توفيق مدين وتعهده بحماية الشعب وقال الثلاثاء 17 أبريل / نيسان قايد صالح في ذلك الخطاب من محافظة ورقلة، إن “قرار حماية الشعب بمختلف مكوناته قرار لا رجعة فيه، ولن نحيد عنه مهما كانت الظروف والأحوال”.
وأضاف ” انطلاقا من متانة الثقة التي تربط الشعب بجيشه، وجّهنا تعليمات واضحة لا لبس فيها لحماية المواطنين، لاسيما أثناء المسيرات، لكن في المقابل ننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف وأن يحافظ على الممتلكات العامة والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين”.
وألح على ضرورة الاحترام التام لرموز الدولة وعلى رأسها العلم الوطني، لما يمثله من رمزية مقدسة لوحدة الوطن والشعب وتضحيات الأجيال عبر التاريخ، نحن على يقين تام بأن “شعبنا سيكون في مستوى الصورة الحضارية الراقية التي سجلها له التاريخ.
كذلك تتزامن جمعة الجزائر التاسعة مع المشاورات التي أطلقها رئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح ودعا عشرات الأحزاب والشخصيات والجمعيات الجزائرية لجلسة حوار جماعي تعقد الاثنين القادم.
وحسب تقارير إعلامية محلية فإن هذه المشاورات سيحضرها خبراء وشخصيات مختصة في القانون الدستوري.
وكان بن صالح قد أجرى الخميس سلسلة أولى من المشاورات السياسية مع الشخصيات والأحزاب والمنظمات المدنية حول المخارج الممكنة للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو/ تموز المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق