بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان
في مطلع هذا العام 2019 وبعد سلسلة من اللقاءات والنقاشات الهادفة والصادقة بين زمرة من الشباب لا يجمعها سوى الانتماء لهذا الوطن والاهتمام به؛ وُلدت حركة شبابية تحت اسم "حركة بداية" وضعتْ على عاتقها مهمة خلق فضاء تنموي جاد وعقلاني؛ يضع قطيعة مع كل التعثرات والإخفاقات التي عشناها خلال الستين سنة الفارطة.
وضعت الحركة رؤاها وبرامجها وأهدافها وآلياتها.. ثم شرعت في الاتصال بالفرقاء والشركاء السياسيين في البلد؛ ومن مختلف الطيف (معارضة، موالاة، غير مصنفين) وُفّقت في لقاء العديد من قادة الرأي، وبعض المترشحين للرئاسة، وأخفقت في لقاء البعض الآخر؛ رغم أنها بذلت جهودا كبيرة من أجل ذلك.. ربما نجم ذلك عن ضغط أجندات المترشحين (والسياسيين عموما) والتزاماتهم في ظل أهمية الموسم الانتخابي -المطل على الأبواب- ومفصليته واقترابه.. أمور لم تحل بيننا –في الحركة- مع طرق أبواب الكل؛ لكننا نتفهم –مع ذلك- مشاغل الجميع وأولوياته؛ لأن الوقت –كما أسلفنا- لم يعد وفيرا.
بنينا تواصلنا مع الجميع على المكاشفة والمصارحة؛ فاستعرضنا –بكل شفافية- رؤيتنا التنموية الشاملة للبلد.. استعرضنا واقع التعليم والصحة والأمن والعدالة والمساواة والتهميش.. استعرضنا كل النواقص والآليات المثلى لتكميلها.. لم نهدف –أبدا- إلى كشف المثالب أو تتبّعها؛ وإنما تتبّعنا مكامن الخلل والاعوجاج، وسبل السد والتقويم.
وفي ختام تلك النقاشات قمنا بتقييم شامل وموضوعي لكل السياقات التي شملتها تلك النقاشات والحوارات.. فاستعرضنا –بكل منهجية- مستوى تعاطي الفرقاء (كلهم) مع طرحنا ومع رؤيتنا.. واستعرضنا –بكل صدق- نقاط التلاقي ووجوه الاختلاف.. واستعرضنا –بشيء من الواقعية- مصداقية وجدوائية التزامات الكل (من مرشحين وقادة رأي) لنا؛ ومستوى توقع "قدرتهم" على تطبيقها.
كنا ونحن نستعرض تلك النقاشات نضع نصب أعيننا تلك الأهداف التي جمعتنا أول يوم؛ والتي تظل –في رأينا- الخيط الشرعي الوحيد الذي ننتظم بداخله.. تلك الأهداف القائمة على:
- حماية الاستقلال الوطني واستكمال كافة أبعاده وتنمية مكتسباته وصيانة وحدته.
- تكريس مبدأ سيادة الشعب وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
- توفير الحريات العامة والفردية والعدالة باعتبارها قيما محورية تجسد معنى تكريم الله للبشر .
- حفظ انسجام المجتمع وتماسكه .
- حفظ كيان الأسرة لأنها قوام المجتمع السليم .
- العناية بالشباب ومعالجة كافة مشاكله؛ لينخرط في هياكل المجتمع والدولة إسهاما في خدمة البلاد.
- بناء اقتصاد وطني قوي ومندمج يعتمد على الإمكانيات الوطنية والتكنولوجيا الحديثة.
- تحقيق التنمية الكاملة والشاملة والمتوازنة في كل المجالات .
- توفير المناخ الملائم لنهضة فكرية وعلمية شاملة.
- الاعتناء بالثقافة وبالمبدعين في كافة المجالات.
- إصلاح التعليم ورفع مستوى مخرجاته وربطه باحتياجات التطور ومتطلبات الحياة المعاصرة.
- تشجيع البحث العلمي وتقدير العلماء والباحثين والمخترعين.
- المساهمة في إرساء وترسيخ سياسة خارجية مبنية على عزة البلاد ووحدتها واستقلالها .
- مكافحة الفساد ومنع استغلال النفوذ.
- الاهتمام بالبيئة وحمايتها من التلوث والمحافظة على كافة الموارد الطبيعية.
ناقشنا بهدوء وتؤدة، وتروّينا وتريّثنا كثيرا؛ حرصا منا على محاصرة هوامش الخطأ في القرار الذي نزمع اتخاذه.. وكانت الخلاصة؛ بعد أن حُكّم العقل والمنطق وكافة المعطيات؛ أن الجميع (الذين التقيناهم) اتفقوا معنا على رؤيتنا وعلى طرحنا؛ على ضرورة خلق وعي سياسي جديد ومغاير؛ يقوم على أساس التشارك والتلاقي؛ لا الإقصاء والتلاغي.. من أجل التأسيس لتنمية جادة وذات ديمومة.. حتى الآليات التي استعرضناها كانت محل إعجاب وترحيب من قبل الكل؛ بل والتزام صريح بتبنيها من طرفهم (كل على حدة) في حالة الفوز؛ لتبقى المفاضلة في إطارين اثنين:
1- أهلية الشخص للوفاء بالتزاماته.
2- حظوظ الشخص بالفوز.
وكانت خلاصاتنا –بعد نقاشات طويلة هي الأخرى وجادة- وبعد أن استعرضنا كل الأسماء ومميزاتها وتاريخها الوظيفي والسياسي والأخلاقي.. وتعاطي الناخب معها (قبولا ورفضا) ومن ثم حظوظها في الفوز.. كانت خلاصة موقفنا –دون أن يعني ذلك تنقيصا من أحد أو تعريضا به- أن:
- التاريخ الوظيفي والمهني للمترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني مطمئن في كل أبعاده، ومغر بالطمأنينة حيال جدية وعوده والتزاماته؛ خصوصا إذا تنبهنا إلى ما قام به من تطوير وتفعيل ومأسسة للمؤسسات التي تولى قيادتها.. والتزامه لنا –في حقيقته- ليس إلا نوعا من التعهد بمواصلة ذلك النهج وتعميمه على باقي مؤسسات الدولة.
- الاستقطاب الملحوظ لشخصه وتاريخه وبرنامجه وأخلاقة.. للناخبين من شتى الاتجاهات والمستويات والأبعاد.. أمور تجعل الكفة الانتخابية تميل –ومالت- لصالحه في أول لحظات المنازلة.
نتيجة هذا التحليل –المبني على التعقل والموضوعية- تعلن "حركة بداية" دعمها ومساندتها للمترشح للانتخابات الرئاسية 2019 السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني.
(وما النصر إلا من عند الله)
"حركة بداية" نواكشوط 20/04/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق