"فيروس كورونا المستجد لا يهاجم الجهاز التنفسي بصورة مباشرة بل يهاجم كريات الدم الحمراء". هذه نتيجة خلصت إليها ورقة بحثية نشرها موقع ChemRxiv الذي تديره الجمعية الكيميائية الأميركية والجمعية الملكية للكيمياء في بريطانيا والجمعية الكيميائية الألمانية، بعد مضي أشهر على انتشار الوباء العالمي مخلفا أكثر من 100 ألف ضحية.
ونقل الموقع دراسة مفادها أن الطريقة التي يهاجم بها الوباء العالمي الجسم تختلف تماما عما هو سائد أو مفهوم حتى اليوم، مشيراً إلى أن سوء الفهم هذا يكمن وراء ارتفاع حالات الوفاة على مستوى العالم.
في التفاصيل، أشارت الدراسة إلى أن كورونا لا يصيب الجهاز التنفسي بصورة مباشرة وإنّما يهاجم كريات الدم الحمراء وتحديدا سلسلة بيتا 1.
فمن المعروف أن كريات الدم الحمراء هي خلايا تقوم بحمل الأكسجين ونقله لباقي خلايا الجسم كلها.
وتحتوي خلايا الدم الحمراء على بروتين الهيموغلوبين الذي يحتوي بدوره على عنصر الحديد.
يحمل بروتين الهيموغلوبين الأكسجين عبر الارتباط به، ويعمل على سحب ثاني أكسيد الكربون من الجسم ونقله إلى الرئتين حتى يتم التخلص منه عبر الزفير.
ما يقوم به فيروس كورونا هو مهاجمة سلسلة بيتا 1، وتحديدا سحب بروتين الهيموغلوبين، بالتالي يقلل التمثيل الغذائي للحديد (Heme Metabolism) بالخلايا، مسببا نقصا بالأكسجين في الخلية نفسها.
بدوره، يسبب نقص الأكسجين بالخلية تسمما بخلايا الرئتين ينجم عنه التهابات بسبب عدم القدرة على تبادل ثاني أكسيد الكربون الضار والأكسجين المفيد بشكل متكرر، ما يدمر الخلايا وتحدث الوفاة.
ووفقا للدراسة، من الممكن أن يمنع داوء الكلوروكين الفيروس من مهاجمة بروتين الهيموغلوبين إلى حد معين، ويخفف بشكل فعال من أعراض ضيق التنفس.
الكلوروكين شاع استخدامه منذ أكثر من نصف قرن في العالم، لمعالجة الملاريا وبعض الأمراض المعدية الأخرى، حيث تم الاعتماد عليه في عام 1949 على أنه دواء يقوي نظام المناعة للإنسان بحيث يجعله يتصدى للأمراض والأوبئة ويقاوم الألم والحمى والالتهابات، وتأثيراته الجانبية على المرضى معروفة من قبل الأطباء، حيث لجأت منظمة الصحة العالمية ومنظمات طبية غير حكومية أخرى، مثل أطباء بلا حدود إلى استخدامه لعلاج المصابين بوباء الملاريا في كثير من مناطق العالم.
وتعد الصين من بين البلدان الأوائل التي اختبرت الكلوروكين لمعالجة المصابين بفيروس كورونا مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي.
إلا أن كل ما سبق هو مجرد نقاشات لم تثبت صحتها فعليا. وبحسب الموقع فهذه الدراسة هي ورقة للمناقشة الأكاديمية فقط، ويجب تأكيد صحتها عبر إجراء المزيد من الاختبارات في أكثر من مكان.
يشار إلى أن فيروس كورونا المستجد زهق حتى، الاثنين، 117586 روحا حول العالم، فيما وصل عدد الإصابات أكثر من مليون و888975 ألف إصابة.
بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، من تخفيف الحظر في كل الدول، موضحة أن تراجع الإصابات المحالة للمستشفيات لا يعني انتهاء خطر وباء كورونا، بحسب تعبيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق