مع تقدم الوقت واشتداد وطأة الحملات الرئاسية السابقة لأوانها ،بدأت الامور تتبلور شيئا فشيئا ،والرؤيا تتضح.
كانت المؤشرات في البداية تشي بتفوق كبير وفارق مريح لصالح المرشح محمد ولد الغزواني ،وتلقت النخبة الوطنية خطاب ملعب ولد بيديا المشهور بالاعجاب والقبول ،وبدا أن الأمر محسوم ،حيث ركزت دوائر اعلامية ومراكز للدراسات على فقرات من ذلك الخطاب باعتباره برنامجا انتخابيا متوازنا ،يجد فيه الكل ذاته.
لكن موازين القوى تلك اختلت ،حين دخل منافس شرس آخر هو سيدي محمد ولد بوبكر ،فكانت شعبيته تسير بسرعة صاروخية ،وتزاحمت أحزاب وكتل سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وازنة على باب مكتبه ،معلنة مساندتها وانضمامها اليه ،وليس ذلك فقط ،بل إن العديد من أنصار ولد الغزواني بدأوا ينسحبون وحدانا وزرافات عنه ويلتحقون بالمعسكر الآخر.
والناظر - بحيادية وموضوعية - يرى بوضوح شعبية ولد ببكر تتدحرج وتكبر ككرة الثلج خاصة بعد تلقيه الدعم المالي واللوجستي من رجال أعمال مشهورين ،وفي المقابل تعاني شعبية ولد الغزواني من نزيف حاد أصابها بالهزال والضعف ،بالرغم من أنه ما زال يمسك بعدد من خيوط اللعبة بيده وبيد رفيق دربه الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي فهم أن عليه التدخل مبكرا لصالح صديقه قبل فوات الأوان ،وهو ما يحاول القيام به من خلال جولته الحالية في الولايات لعل ذلك يعيد البوصلة بالاتجاه الذي يراد لها.
لكن مشكلة أخرى قد تأتي بما لا تشتهيه سفينة الرئيس ورفيق دربه وهي أن شوطا ثانيا يبدو لا مناص منه ،مما يعني تحالف القوى المناهضة للغزواني والوقوف خلف المرشح ولد ببكر وذلك سيعطيه ميزة الأفضلية على خصمه المحتمل.
لذلك نقول أن كل المؤشرات والدلائل المنطقية والتحليلية توحي بأن ولد ببكر هو الرئيس التاسع لموريتانيا ،الا اذا حدث ما لم يكن في الحسبان.
رأي (الجواهر)
إختر الترجمة
كل المؤشرات توحي بأن ولد بوبكر هو الرئيس القادم..وإليكم الدليل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ربي جعلها حقا
ردحذف