وليم تايلور الممثل الدبلوماسي الاميركي في اوكرانيا يدلي بشهادته امام الكونغرس ضمن التحقيق بشأن عزل ترامب
دفع الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي، مع بدء الجلسة العلنية الأولى للتحقيق في محاكمة دونالد ترامب، (الأربعاء/ 13 تشرين الثاني 2019)، الديمقراطيين على الفور إلى كشف هوية المخبر المجهول (السري) الذي أثارت وشايته السرية للكونغرس يوم 9 أيلول 2019، التحقيق، ما دفع رئيسة المجلس، نانسي بيلوس للإعلان عن بدء المناقشات السرية خلف الستائر يوم 24 أيلول الماضي.
وطلب ممثل الحزب الجمهوري مايكل كونواي من تكساس (الأربعاء) من اللجنة إصدار أمر استدعاء للمخبرين الذين لا يزالون "غير معروفين" بالظهور في جلسة مغلقة، لكن النائب الديمقراطي، آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، رفض هذا الطلب، قائلاً بأنه سيتم النظر فيه لاحقًا.
وقال شيف "سنفعل كل ما هو ضروري لحماية هوية المبلغين عن المخالفات".
وكانت اللجنة قد افتتحت العملية الاستثنائية لتحديد ما إذا كان ينبغي إقالة الرئيس الأميركي الخامس والأربعين، دونالد ترامب، من منصبه.
وأوجز شيف السؤال حول التحقيق في قضية المساءلة، وما إذا كان الرئيس استخدم مكتبه للضغط على المسؤولين الأوكرانيين لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، وقال شيف "الأمر بسيط ومؤلم، وسيء كما هو بسيط. إن إجابتنا على هذه الأسئلة لن تؤثر على مستقبل هذه الرئاسة فحسب، بل على مستقبل الرئاسة ذاتها، وأي نوع من السلوك أو سوء السلوك الذي قد يتوقعه الشعب الأميركي من قائدهم الأعلى".
وشكل افتتاح التحقيق لحظة تاريخية مهيبة، حتى بالنسبة للبيت الأبيض الذي عود الشعب الاميركي على لحظاته المميزة.
وتعتبر هذه الجلسة، الفرصة الأولى لأميركا وبقية العالم لرؤية ما يجري بشأن إدانة وعزل الرئيس ترامب بانفسهم، بسبب تصرفاته تجاه أوكرانيا، والنظر فيما إذا كانت في الواقع تشكل جرائم تستحق عزل الرئيس.
من جانبه، اتهم النائب الجمهوري الأعلى موقعا في لجنة الاستخبارات ، ديفين نونيس من ولاية كاليفورنيا، الأغلبية الديمقراطية باتباع سياسة "الأرض المحروقة" لإسقاط الرئيس ترامب بعد أن فشل التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص في فضيحة التدخل الروسي، روبرت ميلور، حول انتخابات عام 2016 في إثارة إجراءات الإقالة.
وقال نونيس، وهو أحد أكبر حلفاء ترامب "هل يفترض بنا أن نأخذ هؤلاء الأشخاص على مجمل الجد ونصدقهم عندما يتقدمون بمزاعم جديدة؟" ساخرا مما أسماه "الجو الشبيه بعبدة الأصنام في قبو الكابيتول (مبنى الكونغرس)" حيث كان المحققون يجرون مقابلات مع شهود خلف أبواب مغلقة منذ أسابيع.
ووصف نونيز فضيحة أوكرانيا بأنها "حلقة ثانية أقل كلفة" تدور في فلك فضيحة التدخل الروسي المدعاة، التي ثبت أنها مختلقة" مضيفا ان "الديموقراطيين يتقدمون بتهمة العزل (لرئيس الولايات المتحدة) من كل حدب وصوب دون أدلة".
وقد تم بث هذه الإجراءات على الهواء مباشرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من قاعة استماع مكتظة في بناية الكونغرس الأميركي.
يذكر أن الولايات المتحدة اختبرت إجراءات عزل الرئيس ثلاث مرات في الماضي، عام 1867 الرئيس 17 أندرو جونسون، وعام 1974، الرئيس 37، ريتشارد نيكسون (الذي استقال قبل التصويت على عزله)، وعام 1999 الرئيس 42 بيل كلينتون، حيث تم عزل كل من جونسون وكلينتون، لكن مجلس الشيوخ لم يدينهم وظلوا في مواقعهم.
وسيدلي اثنان من الدبلوماسيين المتمرسين، هما ويليام تايلور ، ضابط المشاة السابق الذي يتولى الآن منصب القائم بالأعمال في أوكرانيا ، وجورج كينت ، نائب مساعد وزيرة الخارجي في واشنطن، بشهادتيهما الاربعاء، وسيقدمان القصة المذهلة، وإن كانت معقدة أحيانًا، عن استخدام الرئيس (ترامب) السياسة الخارجية من أجل مصالحه الخاصة.
وحتى الآن، قسم النقاش الأميركيين بين مؤيد ومعارض لعزل الرئيس ترامب. ما يَعدُ بمعركة مستعرة بين الأطراف السياسية. ويضع الدستور الأميركي شروطا معقدة وغامضة لعزل الرئيس، كي لا يتم اللجوء لذلك بسهولة أو وفق رغبة الأغلبية في مجلس النواب.
ويصف ترامب الأمر برمته بأنه مثل "مطاردة الساحرات" وغير عادل.
وفي جوهره ، ينبع التحقيق حول مكالمة هاتفية من ترامب يوم 25 تموز الماضي مع الرئيس الأوكراني المنتخب ، فلاديمير زيلينسكي عندما سأل زيلينسكي عن "خدمة" طالبا (ترامب) من الحكومة الأوكرانية أن تحقق مع الديمقراطيين في انتخابات عام 2016 ، ومع منافسه المحتمل لانتخابات عام 2020 ، جو بايدن ، مقابل المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا.
وبغض النظر عما إذا كانت إجراءات الأربعاء (13/11/2019) ستنتهي إلى إنهاء رئاسة ترامب، أو مساعدته في الحفاظ على موقعه، فمن المؤكد أن فترة ولايته الفوضوية قد وصلت أخيرًا إلى مكان لا يستطيع السيطرة عليه ، في مواجهة النظام الدستوري للمراقبة والتوازن وعدم قدرته (ترامب) على تجاهله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق